[
size=18]هو يعتبر عميد الادب الروسى
وهو الذى كتب عذابات الفلاحين والام الشباب والمراهقين
رغم كبر سنه
وهذه الصفحات اوردها الكاتب نجم عبد اكريم ونقلها ايلاف
وبدورى لاهميتها وثراء معانيها وقيمتها الادبيه
وهى عباره عن 6 حلقات
الحلقه الاولى
]في الثانية والثمانين•• يهرب من زوجته
حين بلغ الثمانين من عمره، شيخاً وقوراً، تضرب
شهرته آفاق الدنيا كأعظم روائي أنجبته الأرض الروسية الخصبة بالعبقريات،
الولاّدة للكفاءات في كل مناحي النشاط البشري. كان رغم سنه المتقدّمة
ممثلاً لكل طموحات الشباب، بل والمراهقين، فعندما سأله أحد تلاميذه من
الشباب عن سرّ تعايشه مع قضاياهم وهو في الثمانين، قال له: «ليس في الأمر
سرّ يا بني. فمنذ صباي الباكر أكره العنف وأدعو إلى السلام. العنف يسرع
بكل شيء إلى التعفن والفساد! مع العنف يصبح الشباب في حالة من الشيخوخة
المروعة! ولكن مع السلام تزدهر ورود الخريف في قلوب كبار السن بنفوس نضرة!
وتغدو كالربيع في القلوب! ولذلك أدعوكم أيها الشباب إلى نبذ العنف
وكراهيته! حاربوا دعاة الحرب حتى يغدو العالم كله شباباً ولو بلغ أهله
الثمانين مثلي هكذا!». وبمناسبة بلوغ تولستوي الثمانين جاءته إلى قريته
بعثة سينمائية لتنتج فيلماً قصيراً عن حياته. فقال لابنته: «أحسنوا
ضيافتهم في (إيزيانا/ بوليانا)- وهذا هو اسم مزرعته وفيها قصره- ثم
أوصاها: «بحق السماء اذكروا لهم بوضوح أنني لا أريد أن أدخل في حوار حول
حياتي الماضية وتفاصيل ظروف كتابة رواياتي!». فتقول له ابنته: لماذا يا
أبتِ؟!. إن روسيا كلها تنتظر كلماتك في أكثر من موضوع يشغل بال الناس! عن
رأيك في الدين؟! في التقاليد القديمة؟! في حال الفلاحين والحرفيين
والعمال؟! في مشروعك الذي وضعت بعض بنوده موضع التنفيذ! وتنازلت لفلاحي
أرضك عن حقوقك؟! فيجيبها بمرح: إنك تماماً كأمك العزيزة! تسمّين تنازلي عن
أرضي لمن يزرعونها، تنازلاً عن حقوقي! ليست لي على الأرض حقوق يا ساشا! لا
على الأرض! ولا على الفلاحين الذين يزرعونها! وليس هذا اعتناقاً لآراء من
يسمونهم سراً البلشفيك! كلا. فهؤلاء يؤمنون بالعنف، وأنا أكره العنف! إنهم
يشكّكون في وجود الله! وأنا أومن به إيماناً لا يتزعزع..! فتفاجئه ابنته
بالقول: إن أسقف منطقة (تولا) جاء مع بعثة السينما ليكذّب من يقولون إنك
تحارب الأرثوذكسية! فيعلّق ساخراً: «هذا الأسقف، لديه رغبة كريمة في حماية
الكنيسة الأرثوذكسية، ولكنه يحرّف عن غير قصد بعض كلماتي وأقوالي!». فتقول
له ساشا بحماسة: إذاً فقُلها لرجال السينما! ستكون كلماتك هي التصحيح
النهائي لأفكارك الدينية! فيضع يده على كتف ابنته ويسيران معاً لبضع خطوات
في حديقة القصر، مواصلاً معها الحوار: «لماذا تسمينها أفكاراً يا ابنتي؟!
إنها عقيدة ثابتة، هداني الله إليها منذ مرضت وأنا في الخامسة والأربعين،
فصرت قريباً جداً من خالقي، إن الله الذي أحبه، وأعبده، وأتقيه يا ساشا هو
ليس الله الذي تصوّره الأفكار الجامدة، والثوابت القديمة! وحين أسبغ الله
عليّ ثوب الصحة، أبيت أن أحيد عن طريقه بالاستماع إلى تعاليم الأساقفة وما
يصوّرونه عن الله في مخيلتهم، والذي جعلوا منه محقّقاً لمصالحهم! لقد عرفت
ربي، ولا أريد أن أناقش أحداً في كيف عرفته؟! أعتقد أنه سبحانه لا يريد أن
يناقش الناس وجوده بالأساطير، والخرافات.. إنه هو الدليل على وجوده..».
ورفض أن يقابل رجال بعثة السينما، لكنهم صوّروه خلسةً وهو في الحديقة، ومن
المحزن أن يضيع ذلك الفيلم مع ما ضاع حين اقتحم البلشفيك في ثورتهم دار
المحفوظات القيصرية، إلا أن ابنته تاتيانا في كتابها الرائع عن أبيها،
زيّنته ببعض مناظر ذلك الفيلم التي صُوِّرَت خلسةً أثناء حديثه مع أختها
ساشا خلال زيارة البعثة. ومن أجمل فصول كتاب تاتيانا عن أبيها، هو تصوير
ذلك الحب العنيف والصادق الذي دخل حياته واستقر في قلبه ووجدانه لوالدتها
صوفيا، وهو لا يزال من أروع وأمتع قصص الحب الصادق، رغم فراره منها وهو في
الثانية والثمانين من عمره! تُرى لماذا فعل تولستوي ما فعل؟! لماذا خرج من
قصره الأنيق في مزرعة إيزيانا/ بوليانا في صقيع الشتاء.. هارباً من ذلك
الحب؟!
]تجسس الزوجة: [
ليلة الثامن والعشرين من أكتوبر عام (1910)، وفي
الساعة الثالثة قبل بزوغ الفجر، استيقظ تولستوي من نومه، على حركة غامضة
في غرفة مكتبه الملحقة بالمخدع. ومن وراء بابها، كانت تأتيه أصوات أشبه
بتقليب أوراق، وفتح أدراج وإغلاقها بحرص! كتب في صباح ذلك اليوم في دفتر
مذكّراته: «كانت تفتش في أوراقي! لماذا يا صوفيا؟! لماذا؟ أيلزم أن تعرفي
كل خلجات قلبي؟! وكل خطرات فكري؟! إننا كثيراً ما كنا نتناقش، نختلف في
أشياء، ونتفق في أشياء أخرى، ولكن حبك في قلبي لا يزال مزدهراً، كما رأيتك
لأول مرة، وأنت في السابعة عشرة! أعرف أنك تحبينني، وأنني أغلى وأثمن شيء
في حياتك! لماذا إذن تصرين على التجسس، وتقرئين كل ورقة في مكتبي؟! ويضيف:
أغرب ما في حبيبتي صوفيا أنها بعد أن انتهت من تفتيش أدراج مكتبي، كانت
تتسلّل على أطراف أصابعها، خشية أن توقظني! ثم تفتح برفقٍ الباب المؤدي
إلى مخدعي، وأنا أصطنع النوم، لتقول لي بهمسٍ: «هل أنت مستيقظ يا ليو؟!
أتريد شيئاً يا عزيزي؟!» ولم أرد عليها حتى لا أحرجها بعلمي بفعلتها. وبعد
خروجها اتجهتُ إلى مكتبي لأفحص دفتر مذكراتي اليومية الذي وضعته في درج
خاص لا تملك صوفيا مفاتيحه، رغم أنها لا تنتقل إلى أي مكان إلا وفي حزام
وسطها سلسلة مفاتيح كل الدار، بل حتى مفاتيح المخازن، أبت أن تسلمها لرئيس
الخدم، وحين لُمتها على ذلك•• قالت: «كانوا يسرقونك.. والباب المفتوح يغري
بسرقة ما فيه! ومنذ أربعين سنة والمفاتيح لا تفارق حزامها أبداً..». ثم
أخذ تولستوي يقلّب كراسة يومياته التي لم يطلع عليها أحد إلا بعد وفاته،
وتوقّف عند تاريخ الثامن من يناير (1869) يوم أخبره الناشر أن رائعته
(الحرب والسلام) قد تُرجمت إلى الإيطالية، وأنه يستعد للطبعة رقم (35)
باللغة الروسية، ويومها كتب في دفتر تلك اليوميات: «شيئان هما إكسير
حياتي! حبي التعبير عن أفكاري بالكتابة الروائية، وحبي زوجتي الحبيبة
صوفيا أندريفنا! ماذا يريد المرء من حياته أكثر من ذلك؟! لقد سعدت بحبي
لصوفيا! وسعدت بأبنائي، وسعدت بهذه المزرعة الكبيرة، والشهرة، والثراء،
والصحة، والسلامة البدنية والعقلية، ولكنني أحس بأن حياتي قد توقّفت فجأة!
لم تعد لدي رغبة في شيء. والحقيقة أن الرجل العاقل، يجب ألا يرغب في شيء!
إن الحياة نفسها وهم! وقد بلغت الحافة التي لا أجد بعدها إلا الموت! أجل.
هذا صحيح. الحياة وهمٌ كبير! وهأنذا المحسود على الثراء، وعلى السعادة
والشهرة. وعلى حبي لزوجتي! بتُّ أشعر بأنه لم يعد من حقي أن أعيش أكثر مما
عشت!». منذ ذلك اليوم، يوم الثامن من يناير عام (1869) لم يفارقه هذا
الهاجس قط! هاجس أنه عاش أكثر مما يجب أن يعيش! وها هو في هذه الليلة،
وبعد 41 عاماً مضت على ذلك الهاجس، يكتب في دفتر مذكراته: «النهاية باتت
قريبة جداً! أشعر بأنني ذاهب للقاء ربي بعد أيام قليلة! ربما بعد ساعات!
لقد عشت طويلاً جداً! أطول مما يجب! اثنان وثمانون عاماً، ومن المحزن أن
أضطر إلى الفرار من حبي الوحيد! من صوفيا أندريفنا. أمّ أولادي وحبيبة
قلبي. لم أعد أحتمل محاولاتها الدائبة للتجسس على كل خطرات فكري، وبات
إحساسي بضرورة الفرار إلى المجهول، يتزايد إلى الحد الذي يدفعني إلى
التنفيذ السريع لهذا القرار. في الغد سوف أرحل! أجل يجب أن أرحل. أعرف أن
صوفيا ستتألم كثيراً! ولكنني أنا أتألم كذلك، وربما أكثر مما تتألم هي!
ويجب ألا يعلم بمشروعي هذا إلا ابنتي ساشا، إنها لا تعارضني، لأنها
الوحيدة التي تدرك ما وصل إليه حنقي من هذا القفص الذهبي الذي سجنتني فيه
أمها المحبوبة إلى قلبي!». وعاد إلى فراشه محاولاً النوم، وفي الصباح كان
يشارك صوفيا على مائدة الإفطار الفاكهة وشراباً من عصير بعض الأعشاب
المهدئة لتقلّصات المعدة، فصاحت به بلهجة الآمرة الناهية: «إنك لم تشرب كل
ما في القدح يا ليو؟! فأنت تشكو من المعدة منذ أيام، فلماذا لا تطيع
أطباءك وتستمع إلى كلامي؟!». يتوقّف عن الطعام والشراب ناظراً إليها:
«ياصوفي! يا عزيزتي! يا حبيبتي! أنا أدرى بحالتي من الأطباء، إنهم يقولون
إن الداء في معدتي! وهذا كذب! الداءُ في هذا الضعف الذي أحالني حطاماً
مهدماً، حتى بتُّ لا أقوى على إصلاح بابٍ قديم! لأن العلم الطبي في روسيا
مازال متخلفاً، وكم دعوتُ إلى الانفتاح السريع على العلوم الطبية في كلٍ
من ألمانيا وإنجلترا وفرنسا!». فتجيبه صوفيا وكأنها لم تسمع ملاحظته: «ما
يستطيعه أي طبيب أجنبي يستطيعه الطبيب الروسي!». فيبتسم تولستوي ويقول
لها: «كيف تكوني يا صوفيا بعد هذه السنوات بهذا المستوى من التفكير، مع
أنك اعتنقت بعض آرائي التي يسميها من يكتبون عني آراء وطنية؟!». تردّ
عليه: «أعتنق بعض آرائك، وليست كلها! وأنت تعلم يا ليو، أنني من أشد
المؤمنين بتعاليمك! إلا ما يتعلّق بالتنازل عن أملاكنا للفلاحين!».
فاستثارت ملاحظتها هذه حفيظته، طالباً منها عدم مناقشته في هذا الأمر،
فترفض الصمت وتستمر قائلةً: «يجب أن نناقشه يا ليو تولستوي! لماذا تريد أن
تدع أولادك للفقر؟!». فيخفف من لهجته وينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة طافحة
بالحب: «يا صوفي! يا حبيبتي! لقد ناقشنا هذا الأمر مع أولادنا، وما اتخذته
من قرار لا رجوع فيه! وقال مواصلاً كأنه يخاطب نفسه: ولست أدري ماذا
ستفعلون بعد أن أموت؟! فارتفع صوت صوفيا محتجةً: «لماذا تتكلّم عن الموت
هذه الأيام يا ليو؟! أنت في صحة جيدة! ليس بك إلا هذه الاضطرابات
المعدية!». فيقول لها: «كلا ياصوفيا! العلّة ليست في المعدة. إنها هنا! في
القلب. لم يعد هذا العضو العجيب يدبّر أمور جسدي ببراعته القديمة!».
فتواصل صياحها: «ما هذا الهراء يا ليو؟! قلبك سليم مائة في المائة! ولا
تكثر الكلام عن الموت!».
]رسالة الوداع:
وقضى بقية يومه على كرسيه في الحديقة، وكان يدّعي
أنه بصدد كتابة روايةٍ جديدة، ولكنه في واقع الأمر كان يكتب مسودّة
الرسالة التي سيتركها لزوجته الحبيبة قبل أن ينفذ قراره بمغادرة إيزيانا/
بوليانا. وحين عاد إلى مكتبه في المساء، جلس يخط الرسالة التي زعم أنها
رواية جديدة. وكتب: «حبيبتي صوفيا. أعلم أنك ستتألمين كثيراً لرحيلي، وأنه
ليحزنني ذلك أشد الحزن، ولكنني آمل من كل قلبي أن تدركي الأسباب التي
تدفعني إلى ذلك الرحيل، ولم تكن أمامي وسيلة سواه لتلافي مأساةٍ قد تكون
مفجعة! لقد غدا وضعي في هذا البيت غير محتمل يا صوفي! لم أعد قادراً على
ممارسة الحياة اليومية في هذه الرفاهية التي تحيط بي، وبات الثراء يخنقني!
وقد طال صبري على هذا! حتى انقطع رجائي في مزيد من الصبر. يقيني شر اليأس
من عالمٍ تشهيّته كثيراً، كما يتشهاه كل عجوزٍ بلغ السن التي بلغت! وما
أنشده هو عالمٌ من السكون والوحدة، لا يفسده ضجيج المال، وأنانية الثراء،
ووحشية الرغبة في التملّك! أريد أن أقضي الأيام المتبقية لي من العمر في
سلام»• كان يرمي من وراء رسالته أن يقول لزوجته صوفي: كيف بلغ من ولعها
بإدارة شؤون المزرعة، لدرجة أنها صارت تقضي يومها كله وجزءاً من ليلها، في
تفقد شؤونها، ومناقشة الفلاحين، ومحاسبة تجار الغلال، والإشراف على مخازن
المحصولات، ومراقبة الخدم، حتى صار منظرها وهي تسير متنقّلة بين أرجاء
المزرعة والقصر، وسلسلة مفاتيح كل الأبواب معلّقة وسط حزامها، كأنها أشبه
بمنظر سجانات العصور الوسطى! ولكن رغم كل هذا، فقد كان يحبها حباً صادقاً
وحقيقياً، ومما كتبه أيضاً: «أرجوك يا صوفيا، لا تحاولي البحث عن مكاني
الذي سأذهب إليه، من أجل إعادتي إلى إيزيانا/ بوليانا، فإن هذا لن يفيد
أحداً شيئاً، بل سيزيد تعاستنا جميعاً، كما أنه لن يغيّر من عزمي على
الرحيل، وإني لأشكرك كل الشكر على الثمانية والأربعين عاماً من الحياة
الأمينة الكريمة التي أسعدِتني بها! وأتوسل إليك أن تغفري لي كل ما ارتكبت
من أخطاء في حقك! مثلما أغفر لك عن طيب خاطر غضبك ومعارضاتك الشديدة
المتعلّقة بقراري في التنازل عن أملاكي الشخصية للفلاحين! وأنصحك يا
حبيبتي بإخلاص بأن تحاولي التعايش في سماحة مع الموقف الجديد الذي سينشأ
برحيلي! وألا تحملي لي بسببه في قلبك أية ضغينة، أو كراهية، وإذا أردت أن
تعرفي شيئاً عن أنبائي بعد أن أستقرّ في المكان الذي سأرحل إليه، والذي لا
أعرفه إلا بعد أن أصل إليه، فستجدين بغيتك عند ابنتنا العزيزة ساشا، فهي
وحدها التي سأخصها بذكر مكان حياتي الجديدة، وقد وعدتني بألا تذكر لك أو
لسواك مكاني». ووضع الرسالة مطويةً فوق مكتبه ليعطيها لساشا قبل رحيله، ثم
ذهب إلى مخدعه، ونام نوماً متقطعاً، إلى أن حانت ساعة الرحيل لتبدأ محنة
الكاتب العظيم ليو تولستوي! قال لطبيبه: «دكتور ماكوفتسكي لن نحمل معنا
أشياء لا ضرورة لها». لكن طبيبه وصديقه يقول له: هل فكرت يا ليو جيداً في
العواقب المترتبة على هذه الرحلة؟! أعني صحتك! أنت لم تعد ذلك الرجل الذي
كان يقضي الساعات في قطع الأخشاب في الغابة؟! وإنك معرّض لنوبات قلبية قد
تصل إلى حد الخطورة؟! بعد أن استمع تولستوي لصديقه وطبيبه قال وكأنه لم
يسمع جديداً: حسناً، لنستعد في غضون نصف ساعة! ساشا أعدت كل شيء، وسوف
أرتدي ثيابي ونرحل• في هدوء. اقترب من غرفة ابنته، التي كانت في انتظاره
وكان واضحاً، أنها لم تنم ليلتها تلك حيث بدت إمارات الإرهاق على ملامحها•
وما أن اقترب منها حتى بادرته بالقول: «أبتي.. ألا زلت مصراً على ضرورة ما
أنت مقدمٌ عليه؟!». ساشا. لن نناقش هذا من جديد، يجب أن نسرع قبل أن تشعر
أمك بما يحدث، تعالي ساعديني في حزم الأمتعة.
يتبع